الفنون التشكيلية الروسية المعاصرة

 

"لقد أصبح الأمر أكثر وضوحا. شارع في روستوف " ، 1973

الفنان / بوريس شيرباكوف

_____________

تتميز الفنون التشكيلية الروسية المعاصرة بتنوعها وغناها، حيث تعكس تاريخًا ثريًا وتأثيرات عديدة من الثقافة والتقاليد الروسية، بالإضافة إلى التأثيرات العالمية المعاصرة. تطورت الحركة الفنية في روسيا على مر العصور لتشمل تيارات متنوعة من التعبير الفني والتقنيات.

 التاريخ والتطور:

 القرن التاسع عشر والمنظومة الرومانسية:

في القرن التاسع عشر، كانت روسيا تعيش فترة من التغييرات الاجتماعية والثقافية الجذرية. ظهرت حركة الرومانسية في الفنون التشكيلية، والتي اهتمت بتأثير الطبيعة والعواطف الإنسانية. كانت اللوحات الروسية المعاصرة تتأثر بشكل كبير بأعمال الفنانين الروس الكبار مثل إيفان كرامسكوي وفاسيلي بيرفوف.

 القرن العشرين والفنون المعاصرة:

في القرن العشرين، شهدت روسيا ثورة فنية واجتماعية بارزة. تأثرت الحركة الفنية في هذا الوقت بتيارات متنوعة من الفن المعاصر الأوروبي، مثل الانطباعية والتكعيبية والتعبيرية. كانت مجموعة "الفن الأزرق" (بالروسية: Голубая Роза) تعبر عن حالة الفوضى الاجتماعية والسياسية في روسيا بعد الثورة البلشفية.

 بعد الحرب العالمية الثانية:

بعد الحرب العالمية الثانية، تطورت حركة الفنون التشكيلية الروسية بشكل أكبر بعد إطلاق السوفيات الاتحادية. كانت حركة الفن التجريدي والتصوير التجريدي حاضرة بقوة، مع فنانين بارزين مثل كازيمير ماليفيتش وكسيل بريموف.

الفنانون المعاصرون:

واسيلي كاندينسكي (1866-1944):

فنان معروف بتأسيسه للفن التجريدي. كاندينسكي مؤسس حركة "الفن الأزرق"، وقدم إسهامات كبيرة في تطور الفنون التشكيلية الروسية المعاصرة.

 مارك شاغال (1887-1985):

فنان يهودي روسي، أحد أهم رواد حركة التعبيرية في القرن العشرين. تميزت أعماله بالألوان الزاهية والتعبير الشخصي.

 كازيمير ماليفيتش (1878-1935):

فنان تجريدي روسي بولندي، اشتهر بأعماله التي تمثل التجريد الهندسي والأشكال الهندسية البسيطة.

التأثير الحالي:

تشهد الفنون التشكيلية الروسية المعاصرة اليوم تنوعًا هائلًا في التعبير والتقنيات. يستمر الفنانون الروس في تجسيد التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية عبر أعمالهم، مع استخدام تقنيات حديثة ومواد متطورة.

باستمرارية تطور الفنون التشكيلية الروسية المعاصرة، يبقى الفنانون الروس يسهمون بأعمالهم في إثراء المشهد الفني العالمي وتجسيد التحولات الثقافية والاجتماعية التي تشهدها البلاد.